Admin Admin
عدد المساهمات : 111 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 56 الموقع : الاسكندرية
| موضوع: "الجيش في مصر القديمة" السبت ديسمبر 26, 2009 3:41 pm | |
| ان الجيوش في حياة الامم هي سندها ومصدر امنها والسلاح الذي يحميها في حروبها وسلمها ،ومنذ عصور ما قبل التاريخ والانسان الصرى يتخذ كل الوسائل للدفاع عن نفسه في مواجهة الحيوانات الكاسرة والزواحف الضارة وكل الكائنات التي يمكن ان تصيبه باذى . وما ان استقر الانسان بعدما عرف الزراعة وارتبط بارض ومسكن ،بدات فكرة تبادل المصالح المشتركة مع التجمعات السكانية المجاورة ،ومن ثم بدات تتداخل خيوط العداء في نفس البشر كما هو الحال في كل زمان ومكان ليبدا الصراع الذي كان يتخذ اشكالا عدة معبرا عن رغبة ملحة احيانا لدى الانسان للسيطرة والحصول على السلطة والسلطان . وفي القرن 31ق.م تم توحيد قطرى مصر على يد الملك نعرمر"مينا "وبدات ملامح النظام الادارى تتضح واصبح هناك على راس الدولة ملك تتبعه مجموعة من الاجهزة والادارات وادرك ملوك مصر منذ الوهلة الاولى ان من بين عوامل تحقيق الاستقرار الداخلى وتامين حدود البلاد حيث بدا يظهر في الافق بعض المتسللين على حدود مصر الشرقية والغربية والجنوبية ،من هنا بدات فكرة تكوين قوات حربية وحاميات صغيرة لتامين هذه الحدود ومواجهة ايه محاولات للتسلل . والدراسة الشخصية للانسان المصرى القديم ،سوف يدرك لاول وهلة انه كان يجنح للسلم ولا يميل للحرب ،فهو صاحب حضارة زراعية مستقرة ،وارض غنية بالكثير من الموارد الطبيعية ،هذا بالاضافة الى ان نهر النيل ،كمصدر ثابت للمياه ،قد منحه قدرا كبيرا من الامن والامان والاستقرار . واذا كان بعض المؤرخين القدامى والمحدثين قد اساعدوا منهم شخصية المصرى القديم وميله للسلم وفسروه على انه ضعيف وعدم قدرته على المواجهة وبناء الجيوش ،فالواضح أنهم لم يتعلموا الدرس جيدا من أحداث التاريخ المصري التي برز لنا بوضوح ان المصري القديم كان قويا في سلمه وحربه ،بل كان متحضرا في معاملة آسراه وطل لفترة طويلة يبنى بلده الداخل وما كان ليلجا للحرب الا دفاعا عن النفس فكان يخرج ليذود عن أرضه وعرضه .
الجيش في الدولة القديمة وتنظيم فرق الجيش:-
فمنذ تأسيس الدولة الفرعونية ومصر لها منظمة حربية دقيقة التنظيم ،وفي القاعدة ،يقوم الكتبة بمراقبة التجنيد وادراة التعيينات وإسناد الوظائف . وفي كل عصر ،كان الملك هو القائد الأعلى للجيش ،والقائد النظري للمعارك . ولم يهتم المصريون في المملكة القديمة بفرض نفوذهم المستمر على جيرانهم ،ولم يهددهم أي غزو ،وعندما أرادوا إخضاع البدو وجمع الغنائم من الليبيين والنوبيين والفلسطينيين ،صدرت الأوامر الى المحافظين بجمع الجنود من الريف من خيرة الرجال المدربين من رجال المستعمرات الحربية النوبية والليبية .أما القوات النظامية القليلة العدد فكانت تستخدم عادة في المهام السلمية والأشغال العامة والتجارة ،وعلاوة على الفرقة المختارة المخصصة لحراسة القصر ،وشرطة الصحراء ،كان هناك كثير من وحدات الجيش تقوم بإعمال تهدف لتدعيم رهبة ملك مصر في قلوب الدول الأجنبية ،وجلب الأشياء التي كانت تزين الملك . ومن عرف من هؤلاء ،اللغات البربرية ذهب الى "بيبلوس" والى "بونت" والى ابعد جهات النوبة ليجمع المنتجات الأجنبية ،واختص بعض اخر بنقل المعادن الثمينة من الصحراء الشرقية ،وكان جيش الدولة القديمة يضم قوات دائمة لها مهام خاصة تضاف اليها قوات اخرى بالتجنيد عند الطوارىء ،وله قيادات متدرجة المراتب وان لم يكن تدرجها ثابتا كما لم يختلف كثيا عن البحرية ،ولهذا الجيش نظام عتيق ،ولكنه جيش قومي يخضع لاوامر وقوانين دقيقة تفرضها عليه الحكومة ، وان القوم الذين سيطروا بسهولة على البر والبحر ،والذين ابتكروا علم الإدارة ،ورفعوا صروحا هندسية الى عنان السماء ،لقادرون كذلك على تنظيم حياة المحاربين . فرق الحرس :- تقسم الى صفوف كل منها عشرة رجال ،وتسير في طوابير منتظمة ،وليس من المدهش ان قوما مدربين بمثل ذلك التدريب الدقيق ،استطاعوا القيام باشق الاعمال ،سواء احبوها او لم يحبوها .فكانوا ينقولن كتل الصخر بعد قطعها من المحاجر .ولا تزال اسماء وحداتهم منقوشة على صخور الاهرام الى يومنا هذا ،كذلك كان النظام العسكري في الميدان صارما :فلم يسمح لاي جند بان يضرب جنديا اخر ،ولا بان يخطف من أي عابر سبيل حذاءه ولا رغيفه ،ولا بان يسرق ثيابا من أية قرية،أو يسرق عنزة من أي شخص .
الجيش في عصر الاضطراب الاول :-
عندما استقل رؤساء الاقسام الادارية في عصر الاضطراب الاول ،جندوا قوات مساعدة من البرابرة ،لاستعمالهم الشخصي،ودربوهم على القتال ،وجندوا الشباب من ابناء مقاطعاتهم ،وهناك نماذج خشبية للجنود عثر عليها في قبر احد الامراء في اسيوط ،تبين هيئة الجيش في ذلك الوقت ،وان لم تؤد الحروب الاقطاعية الى عسكرة المواطنين .
تقسيم الجيش:- هناك قسمان هما:رماحو المقاطعة والنبالون النوبيون ،ويتالف كل قسم منهما من 40 رجلا(في اربعة صفوف، بكل صف منها 10رجال ) .يحمل الوطنيون تروسهم في ايديهم اليسرى ملاصقة لاجسامهم ،ويحملون في اليمنى رماحهم قائمة ،ويثنون اذرعهم عند المرافق .وترتفع نصال رماحهم الى ارتفاع باروكاتهم ،ويراعى النبالون السود البشرة النظام الذي يزود الجيش باعظم قته ويسير هؤلاء الجنود في اربعة صفوف متوازية ،بخطوات منتظمة تبدا بالقدم اليسرى ،وفي خضم الحروب الاهلية تلاشى جيوش امنمحات بتقنياته ومركزيته وتالفت جيوش امنمحات وسنوسرت المحلية وجنود الملك الخصوصيين .
الجيش في عصر الدولة الحديثة :-
اما الدولة الحديثة وهى عصر الفتوحات العظمى ،فكانت عصر الجنود المحترفين المنظمين بطريقة تكاد تكون حديثة .فاذا لم يقم الفرعون بقيادة العمليلت الحربية بنفسه ،فانه يشترط في مجلس الحرب ،ويسند القيادة العليا للجيش الي "قائد عظيم"، وكانت هناك مناطق عسكرية يشرف عليها ضباط مسؤلون . اضطلع المندوبون الملكيون في البلاد الاجنبية بعمليات اقل من هذه ،وكان الجنود اكثر لياقة في العرض العسكري ومدربين على اداء الحركات العسكرية بمجرد سماع صوت البوق .فزادت الوحدة التكتكية في اهمية المعارك والجنود المشتركين في القتال . فرق الجيش :- فرقة المشاة:- تتالف من 200 رجل تحت امرة حامل لواء وتنقسم الفرقة الى اربعة اقسام ،بكل قسم 50رجلا . وتسمى هذه الاقسام باسماء طنانة ذات عظمة ،مثل :"امنحوتب يضىء كالشمس " و"رمسيس القوى الذراع"وما اشبه ،وكانت اعلامهم عبارة عن صور مثبتة في اطراف سيقان من الخشب . وقد قسم الجيش ابان الحملات العظيمة للاسرة التاسعة عشرة الى اربع فرق تحمل اسماء الالهة العظمى للدولة :امون ،رع ،وبتاح ست .
ويتألف الجيش من قسمين:- هما المشاة وراكبو العربات ،والقسم الأخير أكثر ميزة من القسم الأول ،ويعطى ضباطه درجه كتاب ملكيين وتقوم العربات بالهجوم الضخم ،او بمساعدة المشاة ،في مجموعات صغيرة العدد ،ويتالف المشاة الكثيرو العدد من المصريين الذين اتخذوا الجندية حرفة ،والأسرى الذين كانوا يدمغون بالحديد الساخن ،فيصبحون من الجنود المرتزقين :كالسودانيين ،والسوريين ،والفلسطينيين ،والبدو ،واكثرهم من الليبيين ،ورجال البحر ،خصوصا "الشردن" sherden المشهورين الذين قبض عليهم رمسيس الثاني بسيفه ،والذين انقذوا الجيش في يوم(قادش) . وقد سخر بعض النقاد من بؤس حياة الجندي ،كان يقولوا "سر راكب العربة المغرور لانه باع ميراثه ليدفع ثمن عربته الفخمة ،ولكنه سقط من تلك العربة فضرب ضربا مبرحا .اما جندي المشاة فيؤخذ طفلا ويوضع في معسكر ،وتوجه ضربة موجعة الي معدته ،ولطمة جارحة الى عينه،ولكمة مذهلة الي حاجبه ... ثم ياتى السير الى فلسطين والقتال في الصحراء ،فيجبر على ان يحمل طعامه وشرابه فوق ظهره كالحمار.... ويضطر الى ان يشرب الماء الاسنولا يتوقف عن السير الا ليقف ديدبانا للحراسة ،حتى اذا ما وصل الى العدو ،كان اشبه بعصفور وقع في شرك ،فقد كل قوة في جسمه ،وعندما يعةد الي مصر ،يكون كقطعة من الخشب نخرها السوس ،فيمرض ويضطر الى الرقاد ،ويرجع محمولا فوق حمار ،فيجد ثيابه فقد سرقت وخادمه هرب " يوجد سبب قوي يجعلنا نعتقد بان هذه الصعاب القاسية لم تكن من قبل المبالغة ،ولكن المتعلمين ،ومنهم كبار الموظفين يعطون صورة قائمة عن الجنود يبرهنوا لتلاميذهم على صحة المثل القديم القائل : ان حظ الكاتب خير من حظ الجندى ولكن اذا اصبح الشاب كفئا لان يكون اما راكب عربة او كاتبا ،فان المستقبل المفتوح امامه هو:الادارة في المستعمرات ،والخدمة في البلاط ،والمهام الدبلوماسية ، ووظتئف الكهنة العليا ،والحقيقة ان للجندى العادى حظا يحسد عليه سواء اكان من الووطنيين ،او من البرابرة المعينين في الجيش ،فيتحلى ب"ذهب الشجاعة "ويكافا بالغنائم ،ويعفى من جميع الضرائب ويمنح اقطاعا من الارض الخصبة .وعلى ذلك يكون النود فئة محظوظة ،واحدى دعائم الدولة الحديثة وبعد القتال يرتاح المشاة والفرسان ويستطيع الشردن والكيهك keheks ان يعيشوا بسلام في مدنهم ،فتحفظ القسى والاسلحة في المخازن ،وياكل الجنود مع زوجاتهم واولادهم ،ويشربون كيفما شاءوا . ولما قوى الجيش سياسيا في نهاية الاسرة الثامنة عشرة ،ارتقى القائدان حور محب ورمسيس الاول العرش ،ومنذ ذلك الوقت ،انحدر الملوك من الجنود ،ولم يثقوا بالنبلاء ولا بالقوات الوطنية ،واعطوا الافضلية للضباط البرابرة وجنودهم الاجانب ،وفي بداية الالف سنة الاولى ،حكم الجنود المرتزقة الليبيون البلاد مع شاشانق ومنذ الاسرة السادسة والعشرين ،وثق الفرعون بمشاته الذين احضرهم من بلاد الاغريق ومن كاريا ،اكثر من ثقته بالطائفة العسطرية المصرية . وقد وصلت مصر الى تلك القوة الحربية الهائلة ،نتيجة لخوضها الحرب التحريرية ضد الهكسوس الذين استمروا احتلالهم نحو108 سنوات ،وكان هذا الاحتلال يعتبر تدريجيا للمصريين /ادى الى قيامهم في النعاية بتحرير بلادهم ،ثم اعتناقهم هذه الافكار الاستراتيجية الجديدة .وقد قام "شولمان" A.R.schulman بعمل حصر لعدد الالقاب والرتب العسكرية التي استخدمت في الجيش العسكري ،وقام بتحديد نحو 63 لقبا .وهذه الالقاب تمثل التسلل الهرمي للمناصب والتب العسكرية في كل من سلاح المشاة ،وسلاح الفرسان والمركبات الحربية ،والاسطول البحرى وقد كان تنظيم الجيش بقروعه المختلفة قابلا للتطور وقد حدث فصل تام بين سلاح المركبات الحربية باعتباره سلاحا متطورا وبين بقية الاسلحة للجيش الاخرى واغلب الظن ان هذا الفصل والاستقلال حدث في عهد "امنحتب الثالث" .
يارب الموضوع يعجبكم | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 111 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 56 الموقع : الاسكندرية
| موضوع: موقعة مجدو السبت ديسمبر 26, 2009 3:52 pm | |
| تول تحوتمس الثالث عرش البلاد والشعوب الخاضعة لمصر قد بدات تخرج على الحكم المصري وتظهر معارضتها له جهرا ،حتي لنراه يبدا مذكراته المتعلقة بحروبه وفتوحاته بقوله:"ابتداء من يرزا(شمال اليهودية قرب شاطىء فلسطين) وحتى مستنقعات الارض(الفرات) خرجوا عن سلطاني وشقوا عصا الطاعة على" والظاهر ان القطاع الجنوبي من فلسطين بما فيه غزة وشاروهين ظل مواليا للحكم المصري ،كما يظهر ان الساحل الفينيقي لم يشترك ضد الحكم المصري. فتعد موقعة "مجدو" التي قابل فيها "تحتمس الثالث" جيوش الحلف السوري بامرة حاكم"قادشط اول معركة حربية في تاريخ العالم القديم قد بقي عنها تفصيلات تذكر وهذه الموقعة مكونة من اكثر من 7 حملات .
ما قد تم تسجيل عليه هذه الموقعة"مجدو" :- نحن نعرف تفاصيل الحملة الاولى مما جاء على جدران معبد الكرنك لان "تحتمس الثالث" كان يصطحب معه في حملاته كتابا مؤرخا يؤرخ كل ما يحدث ،ونرى في ذلك اول اتجاه او بعبارة اخرى اول تقليد لعمل تقارير حربية منفصلة تستطيع ان تقاربها بتقارير المعارك الحربية الحديثة وكان الاصل مكتوبا على ملفات البردي ونقلوا بعض مقتطفات منها على جدران معبد الكرنك وقد كانت تحفظ نسخ من هذه اليوميات التي ام "تحتمس الثالث" بان تنقش مقتطفات عن اول انتصار له في بلاد اسيا ،وهو ذلك الفوز العظيم الذي احرزه في موقعة "مجدو" وما وصلنا من تفصيل هذه الموقعة يعتبر اوسع تفصيل عرفناه من غوزاته في هذه الاصقاع .وبهذه المعلومات اصبح في مقدورنا ان نتتبع بوضوح سير الحملة بصورة جلية اكثر مما كان ينتظر في مجدو.
طريق جيس تحتمس الى "مجدو":- قد قام "تحتمس الثالث" بتنفيذ خطته التي رسمها لنفسه من بادىء الامر ،فقد سار بجيشه من قلعة"سيله" (وهي القنطرةالحالية) في اليوم الخامس والعشرين من الشهر الرابع من فصل الشتاء في السنة الثانية والعشرين من حكمه.وهذا التاريخ على حسب قول الدكتور "نلسن" يوافق 19 ابريل سنة 1479 ق.م.
في غزة:- وقد اخترق الصحراء التي تقع علىالحدود الشرقية والحدود الجنوبية لفلطسين فوصل "غزة" بعد مسيرة عشرة ايام قطع فيها نحو مائة وخمسة وعشرين ميلا وكان قد حط رحاله فيها في اليوم الرابع من الشهر الاول من فصل الصيف في السنة الثانية والعشرين من حكمه ،مما يدل على ان الجيش كان يقطع في سيره يوميا نحو اثني عشر ميلا ونصف ميل وهى سرعة حسنة في بقاع معظن طريقها صحراوية قاحلة لا زرع فيها ولا ضرع ،وبخاصة اذا عرفنا ان عددا عظيما من جيشه كانوا مشاة ،ولم يمكث "تحتمس " في بلدة "غزة" الا سواد ليله (3)وكانت غزة تعرف من قبل السوريون باسم"مح-ان-با-حقا" .
الجيش يعسكر في بلدة "يحم":- في السنة الثالثة من سنوات الحكم ،الشهر الاول من فصل"شمو" اليوم السادس عشر وصلوا الى ميدنة"يحم" والظاهر ان الجيش قد ضرب خيامه فيها بضعة ايام استطاع في خلالها "تحتمس" ان يطلق عيونه ليقفوا على مواقع العدو ومكامنه.وفي اليوم السادس عشر من ان يطلق عيونه لقفوا على مواقع العدو ومكامنه.
مجلس الحرب:- وفي اليوم السادس عشر من نفس الشهر عقد الفرعون مجلسه الحربي ليتشاور مع ضباطه في أحسن الطرق التي يجب ان يقتحمها الجيش الى "مجدو"(وقد عقد القائد الشاب "تحتمس " مجلس حربي وجمع اعضاء مجلس الحرب ليستشير في في افضل الطرق واكثرها امنا للوصول الى "مجدو" في اقصر وقت دون ان يتكبد خسائر كبيرة او يتعرض لمفاجئة ..وقال لهم:" ان العدو الخسيس في قادش قد دخل الى مجدو،وهو هناك في هذه اللحظة وقد استطاع ان يضم اليه امراء الاراضي الموالين لمصر حتى نهارين/ من سوريين بخيلهم وجندهم،وانهم يحاربون في "مجدو" فماذا ترون؟ وقد خير "تحتمس "اعضاء مجلس الحرب بين طريقين ،الاول: يعبر الحافة الى المدينة والثاني يدور حول الشمال الغربي عبر احدى المدن هناك وينتهي في السهل عند شمال مجدو،او يتجه جنوبا الى ناحية الشرق نحو مدينة اخرى ثم يعود فينحرف الى الشمال الغربي حيث يمر الطريق بالحافة فيدخل من الجنوب الشرقي. وراي المتسشارون ان في الطريق الاول "الممر الجبلي "محفوف بالمخاطر حيث يمكن القضاء بسهولة على مقدمة الجيش ومؤخرته،وفضلوا اجتياز الطريق الثاني الاسهل والاكثر امنا ،غير ان "تحتمس الثالث" بثاقب نظره وبرؤيته العسكرية المتميزة راى ان يسلك الطريق الاول الاصعب على اعتبار ان العدو لن يتوقع اجتياز الجيش المصري لهذا الطريق بل يستبعد حدوثه تمام لانه كان يعني افناء الجيش المصري باكمله،وكان "تحتمس الثالث" محقا فيما راى اذ كانت قوات اعلدو قد تمركزت بالفعل عند الطريق الثاني معتقده ان الجيش المصري سوف يسلك هذه الطريق.
الجيش في "عرونا" :- في العام الثالث والعشرين من سنوات الحكم في الشهر اولال من فصل "شمو" اليوم التاسع عشر وبعد اجتماع امتد طوال الليل في خيمة من "له الحياة-والصحة-والقوة" تم الوصول الى مدينة "عارونه" سينطلق جلالتى صوب الشمال في (حماية) "امون-رع" ب عرشي القطرين ،الذي سيفتح امامي الدروب بينما سيثبت "رع-حور-اختي" قلب جيشه الظافر ويقوي والده"امون" ساعدي" . عندئذ خرج جلالته على راس جيشه الذي يضم العديد من الفرق فلم يلق عدوا واحدا في هذه اللحظة كان جناح جيشه الجنوبي عند بلدة "تاعا-نا-كا" في حين كان جناحه الشمالي عند الجانب الجنوبي من وادى "كينا" وحشد جلالته جيشه على طريق.."ارفعوا اليه التفريظ والتهليل ،كرموا مجد جلالته ،لان ساعده اكثر باسا من ساعد أي اله " بيد انه في حين كانت مؤخرة جيش جلالته لا تزال في "عارونة" كانت طليعته قد وصلت الى وادي"كينا" بل وكان الجنود قد شغلوا غور الوادي وقالوا انذاك في حضرة جلالته "انظروا لقد خرج جلالته هذه المره ،وليت سيدنا يحمي من اجلنا مؤخرتنا برجاله،حتى تتمكن من اللحاق بنا ،قادمة من الخلف ،بينما سنخوض المعركة ضد هؤلاء الاجانب ،وهكذا سوف لن ننشغل بؤخرات جيشنا." عنئذ توقف جلالته في الخارج ..لتامين الحماية لمؤخرة المظفر ،وعندما وصل جلالته الى الجنوب من"مجدو" على ضفاف ترعة"كينا" كانت الساعة السابعة تميل في النهار.
ليلة عشية المعركة:- عندئذ نصبت هناك خيام معسكر جلالته وصدرت للجيش باسره اوامر تقول: "استعدوا !اشحذوا سلاحكمّ! لاننا سوف نتقدم لمحاربة هذا العدو الخسيس ،عند الفجر وفي خيمة من"له الحياة والصحة والقوة" يستريح الملك وتم تدبير احتياجات الرساء،وقدمت الحصص الغذائية الى التابعين ،وانتشر حراس الليل وهم يقولون:"فليكن قلب(كم) ثابتا،فليكن قلب(كم) ثلبتا ،تيقظوا ـتيقظوا!ّ" ومع ذلك ،ظل القوم ساهرين في خيمة من "له الحياة والصحة والقوة" وحضر من قال لجلالته"الصحراء هادئة ،وايضا مشاة الجنوب والشمال" .
الجيش يهاجم الاعداء ويهزمهم:- في السنة الثالثة والعشرين من سنوات الحكم،في الشهر اولال من فصل "شمو" في اليوم الحادي والعشرين ،ويصادف بالتحديد عيد غزة الهلال،نهض الملك مع بزوغ الفجر. صدرت الاوامر ان يتنشر الجش باسره ..ويتقدم جلالته فوق مركبتيه (المصنوعة )من الالكتروم وقد ازدان بعدة الحرب،مثل "حورس" ذي السعد الشديد القدرة مثل "مونتو" الطيبى في حين كان والده امون يقوي ساعديه لقد وصل الجناح الجنوبي للجيش الى الت (الواقع) الى جنوب ترعة "كينا" في حين يوجد الجناح الشمالي الغربي من "مجو" وجلالته في الوسط ،حيث يؤمن "امون "الحماية السحرية لجسده،وفي وسط المعركة تسري قوة"ست" في جسده. عندئذ ،اخضع جلالته الاعداء وهو على راس جيشه ،عندما راى هؤلاء ان جلالته قد اخذ يشدد قبضته عليهم ،فولوا الادبار شطر"مجدو" مترنحين وهم يسقطون على ام راسهم ووجهوههم قد علاها الفزع ،لقد تركوا احيانا ملابسهم تسقط ليرفعهم القوم(على نحو اسرع) الى اعلى سوار المدينة.واها!لو ان جيش جلالته لم يتكالب على اعمال النهب لتم له الاستيلاء على "مجدو" في الحال! وهكذا رفع بسرعة العدو الخسيس في قادش والعدو الخسيس في هذه المدينة لادخالهم المدينة،لان الرهبة التى يثريها جلالته قد نفذت الى اجسادهم وباتت سواعدهم بلا قوة فلقد استولى الصل عليهم. ثم نهب (جنود جلالته) المركبات الذهبية والفضية بعد ان اصبحت مغنمهم ،وقتلوا من كانوا يغطون الارض مثل الاسماك المحصورة في مكان مغلق،واحصى جيش جلالته المظفر ممتلكات الاعداء ،كما نهبت ايضا الخيمة المحلاة بالفضة لهذا العدو الخسيس ..والجيش باسره كان يطلق صيحات الفرح واكثروا من التسبيح والتهليل لامون،بسبب النصر الذي وهبه لابنه،في ذلك اليوم ،وقدم الجنود التحية لجلالته مع الاشادة بشدة باسه،وقدموا له الغنائم التي عادوا بها :الايدى واسرى احياء وجياد ومركبات من ذهب وفضة واشياء من نوعية جديدة.
حصار الحصن واستسلامه:- اصدر جلالته الاوامر الى جيشه قائلا: "استولوا على المدينة ببراعة !استولوا على المدينة ببراعة !ايا جنودي المظفرين ،انظروا لقد تجمعت جميع البلدان الاجنبية في هذه المدينة ،حسبما امر به"رع" في هذا اليوم ،بحيث ان جميع زعماء بلاد الشمال محتجزون داخل هذا الموقع فالاستيلاء على "مجدو" يعنى اذن الاستيلاء على الف مدينة،استولوا على المدينة ببسالة استولوا على المدينة ببسالة ..الى رؤساء الفرق..فليصدروا اوامرهم الى رجالهم وليتيحوا لكل فرد ان يتعرف على موقعه . وقاموا بقياس ابعاد المدينة التى طوقت بخندق واحيطت باشجار غضة من مختلف انواع العطور الطيبة وكان صاحب الجلالة شخصيا يقيم في موقع محصن شرقي المدينة ،يراقبها ليل ونهار (موقع) يحيط به سور شيده نفسه والذي يسمى "من-خبر-رع-هو الذي حاصر الاسيويين" ووضع رجال لحراسة خيمة جلالته وقيل لهم:"فليكن قلبكم ثابتا ،تيقظوا ! ولم يسمح لاى منهم بالخروج الى الخارج ،خلف هذا السور الا للحصاد عند بااب موقعهم المحصن . ان كل ما فعله جلالته ضد هذه المدينة ،ضد هذا العدو الخسيس وجيشة الخسيس قد جرى تخليده ،حسب اليوم وحسب اسم العمل واسم المحله واسم رؤساء الفرق ..ان امورا عديدة جديرة بان تخلد على سطح هذه اللوحة الحجرية عن طريق الكتابة كما انها دونت على لفافة من الجلد ووضعت في معد "امون"ذلك اليوم ،عنئذ حضر زعماء ارض"رتنو" على بطونهم ،لينحنوا بسبب مجد جلالته ،ملتمسين النسمة لانوفهم ،بسبب عظمة قوته،ولان هيبة امون كانت قد علت على شتى البلدان الاجنبية . وجميع الزعماء الذين قد شدهم مجد جلالته كانوا محملين بكل انواع الجزية من فضة وذهب ولازورد وفيروز،ويحملون ايضا الحبوب والنبيذ والثيران وماشية الصحراء لجيش جلالته ،وفريق واحد منهم كان يحمل جزية الجنوب. حينئذ نصب جلالته من جديد الزعماء لكل مدينة..
الغنائم:- الواقع ان قائمة الغنائم التى غنمها" تحتمس الثالث" فيهذه الموقعة كما جاء ذكرها في نقوش الكرنك التى تكشف لنا عن ثورة هذه البلاد المفتوحة وما كان يتمتع به امراء سوريا من نعين العيش والابهة .هذا فضلا على انها تعطينا فكرة عن مقدرا ما كانت عليه تلك الولايات من التقدم في الصناعات والحرف وفنون الحياة مما لم يكن في الحسبان . استولى على 340 اسير حيا،83 يدا، 24010 فرسا، 191 مهرا ،6 جياد ..مركبة واحدة مغشاة بالذهب كان يملكها امير "مجدو" ، 892 مركبة كانت ملك جيشه. اما عن اسلاب الحيوانات :- استولى على 385 و 1929 من الحيوانات الكبيرة والفين من الحيوانات الصغيرة وعشرين الف وخمسائة ن حيوانات بيضاء صغيرة .
ثم استولى فيما بعد من امير قادش على عنائم اخري:- قد استولى على نساء عذا العدو الخسيس والامراء الذين كانوا ف صحبته:87 فردا و5 تابعين لهم و1796 خادمة وخادما الى اجانب ابنائهم و 103 من غير المحاربين ،كانوا قد هجروا هذا العدو بسبب الجوع . وقد استولى ايضا اوانى وقصاع واطباق واوعية للشرب وجرار وسكاكين وتمثايل ومحفات مقاعد وموائد والكثير من الملابس .
نتائج الحملة :- هكذا نجحت الحملة في ان تكون ذات اثر من ناحية استرجاع شمال فلسطين وتدعين النفوذ المصري في اسيا الغربية ،وعاد تحتمس بعد ان اقام العديد من الحصون بها ما استولى عليه من مدائن وحتى يستطيع ان يضمن سلامة الطريق الذي شقه في لبنان . وقد انشا روابط اجتماعية وثقافية هى افضل من السلاح وادعى لاخضاع النفوس ،وطلب الى رؤساء القبائل والامراء ان يبعثوا بابنائهم الى مصر لينشاوا نشاة مصرية ويمارسوا الحياة المصرية في القصور الملكية في مكان اسماه "قلعة في طيبة"حتى يشبوا على حب مصر والولاء لها والتفاني في خدمتها . وهكذا استن تحتمس سنة جديدة كان من اثرها تنشئة جيل يشب على طاعة مصر ويكبر على الولاء لها ،سنر منه في عهد العمارنه امثال "ربعدي في بيبلوس" وع"بد خيبا في القدس " .وعاد "تحتمس" من حملته الاولى اقيمت الاحتفالات في طيبة وقدمت الغنائم الى الاله "امون" . وقد سجلت اخبار هذه الانتصارات في"مجدو" على جدران معابد الكرنك لتصبح بمثابة سجل واف ،يحكي تفاصيل اخبار هذه المعركة التي اصبحت علامة بارزة في تاريخ العسكرية في مصر القديمة ،وظلت حملات "تحتمس الثالث" تتجه الى اسيا والنوبة وحدود مصر الغربية لتاديب كل من يفكر في الخروج على الحكم المصري .
| |
|